توافق اليوم الذكرى السنوية الـ22 على عملية الاستشهادي القسامي سعيد الحوتري من قلقيلية، والذي فجّر نفسه داخل ملهى "الدولفانيوم" الليلي على شاطئ (تل أبيب).
وفي التفاصيل، امتشق القسامي "الحوتري" في 1 من يونيو عام 2001، حزامه الناسف، ليفجره داخل الملهى الليلي موقعا 25 قتيلا ونحو 120 جريحا باعتراف الاحتلال.
ووما وثقه الإعلام العبري أن الحوتري اخترق صفوف عناصر من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) بالقرب من الملهى الليلي، فأوقع فيهم عشرات القتلى والجرحى بالإضافة إلى تدمير جزء من الملهى وتدمير بعض السيارات الموجودة في المنطقة.
جن جنون الشاباك
وذكرت كتائب القسام ما إن تناقلت وسائل الإعلام عملية (تل أبيب) الاستشهادية كخبر عاجل مساء يوم الجمعة الموافق الأول من يونيو/حزيران عام 2001، حتى جنّ جنون الشاباك الذي لم يتوقع وصول الاستشهادي سعيد الحوتري إلى قلب المدينة، وينفذ عمليته التي غيرت قوانين اللعبة السائدة وقلبت قوانين التوازن بين العدو والمقاومة.
الوصول لـ(تل أبيب)
وعن وصول سعيد إلى تل أبيب روت القسام، أنه قام بتوصيله عميل يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية يعمل على تاكسي أجرة يحمل لوحة صفراء إسرائيلية تستطيع التحرك داخل الأراضي المحتلة دون مشاكل.
ووفق الرواية أيضا، جاء العميل إلى قلقيلية، وركب معه سعيد وشخصان آخران، نزل الأول من السيارة عند المدخل الشرقي لقلقيلية.
واستمرَّ الاثنان في رحلتهما إلى (تل أبيب) ولم يلاحظ السائق الجاسوس أي شيء غريب، وعندما وصلوا إلى ملهى الدولفين نزل سعيد، وظل الشخص الآخر مع العميل وطلب أن يرجعه إلى قلقيلية وهنا بدأ العميل يشك.
وفي منتصف الطريق طلب من الشاب الذي معه أن يتوقف في محطة بنزين للتزود بالوقود، وذهب إلى هاتف عمومي وقام بالاتصال بأخيه، وهو عميل أيضا، فطلب منه أن يبقى مكانه حتى يتصل بالشاباك.
ورجع العميل إلى السيارة ولكن الشاب الذي انتبه إلى أن مؤشر البنزين يشير إلى أن السيارة لا تخلو من البنزين، كان قد هرب من المكان ولم يتم القبض عليه، ورجع بمفرده إلى قلقيلية.
وعندما قام سعيد بالعملية الاستشهادية وسمع بها العميل جنَّ جنونه؛ لأنه أصبح بنظر الشاباك متعاونا مع كتائب القسَّام، وتمَّ تقديمه إلى المحاكمة بتهمة "مساعدة مخرِّب".
سيرة الشهيد
ولد الشهد سعيد الحوتري في الأردن عام 1979، وواصل تعليمه حتى الحادي عشر، ثم اتجه إلى التعليم المهني وتعلم مهنة كهرباء المنازل. ينحدر من أسرة تسكن الأردن في منطقة عويجان في الزرقاء وأسرته مكونة من تسعة أولاد ستة ذكور والباقي إناث.
وسعيد من الزوجة الثانية لأبيه وحصل والده على لم الشمل من قبل زوجته، وكان والده في زيارة لقلقيلية قبل عدة أشهر، كان يقطن هو وأخيه في بيت متواضع بعد انتقاله من الأردن إلى قلقيلية.
وقد أجمع كل من عرف سعيد على أنه متدين وملتزم كثيرا، فلم يكن يغيب عن المسجد، ويحضر الدروس الدينية، ويصلي كل الصلوات في المسجد.
أمتاز الحوتري بالكتمان الشديد وحفظ الأسرار، وعلامات الذكاء واضحة عليه، ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت، وكان صمته أكثر من كلامه، شديد التأثر بالمواقف الحزينة وخصوصاً بعد استشهاد رفيق دربه فادي عامر.
حنكة وتخفي
أمتلك الكثير من الحنكة في التخفي الأمني والتمويه فقبل يوم من العملية ذهب إلى بيت شقيقه عبد الله وأعطاه هاتفه الجوال وطلب منه الاتصال بشكل متواصل بأهله في الأردن مهما كانت التكلفة، وأخبره أنه تبرع له بكامل الرصيد لكي يتواصل مع العائلة.
وكان القسامي الحوتري يريد من هذه الفعلة ايهام العدو أنه ما يزال في منزل أخيه في حال كان هاتفه الجوال مراقباً، الأمر الذي أعطاه غطاءً جيداً سهل عملية انتقاله لتنفيذ العملية في (تل أبيب).
أحدثت العملية حالة رعب وفوضى لم يسبق لها مثيل لدى الصهاينة وقد سجلت بعض المقابلات بعد العملية التي تمت ترجمتها إلى العربية والتي يقول فيها أحد اليهود لا أريد أن أموت كالكلب وهو يبكي ويصرخ ويقول انه لم يعد هناك أي مأمن.